tnpositif

Just another WordPress.com site

Archives du tag “Ouled Ahmed”

القطــار – محمد الصغير أولاد أحمد

عندما يكون عمرك ستين عاما، تكون قد قضيت عشرين سنة في فراش النوم،
وتسع سنوات أمام طاولة الأكل،
وثلاث سنين في دورة المياه،
وعشر سنوات في ملاطفة زوجتك،
وعامين في لعب الورق،
وثلاثة أشهر في إحدى المستشفيات الحكومية.
لا أعرف، تماما، أين قرأت ملخصا لهذا البحث الطريف، الذي قام به عالم إجتماع أمريكي، على عيّنة من الرجال الستينيين، في مدينة نيويورك.
لو أجري هذا البحث في بلادنا، لكانت إحدى النتائج البارزة،
أن التونسي، الذي لا يملك سيارة خاصة…
أو دراجة نارية مشتركة،
يقضي سبع سنوات في إنتظار القطار!!
وسبع سنوات ليست، بالتأكيد، سبع دقائق، أو سبعة أيّام، حتى نعتبر الموضوع تافها، وغير جدير بالمناقشة،
إنها تؤهّل أي مولود جديد لأن يكون في الصف الأول من التعليم الإبتدائي.
وما دامت سبع سنوات تعني سبع سنوات،
وتعادل خمسة وخمسين وأربعمائة وألفي يوما،،
وجب أن يكون تأخّر القطار علامة في تاريخ تونس المعاصرة.
وهنا أقترح على « الشركة القومية للسكك الحديدية » أن تبدل جميع قطاراتها:
السريعة،
والبطيئة،
بنوق وجمال تونسية، لحما ودما.
وهكذا تتوفر لها مواصفات الشركة أولا.
وملامح «القومية» ثانيا.
وما يجعل العودة إلى الجمال ضرورة وطنية، هو أن القطار، طيلة معاشرتنا له، (خمس سنوات فيما يخصني)، لم يبرهن على أنه أسرع من الجمل، رغم إمتيازه بمحركات بخارية صاخبة.
ثم أن الجمال تتناسل.
فيما القطارات لا تمارس الجنس أصلا،،
وهذا يساعد المجموعة الوطنية على توفير العملة الصعبة للمشاريع الإقتصادية التي تنتظر الإنجاز.
إضافة إلى أن الجمل يحتاج إلى عامل واحد..
(ويسمّى بالعربية الفصحى: الحادي).
في حين أن القطار يتطلّب رئيسا مديرا عاما،
وموظفين،
وعمّالا،
ومجلس تأديب،
ولجنة متناصفة،
ونقابة،
وهذا رأي متواضع، أسوقه بكلّ أدب، وسأسلمه إلى السيد مدير القطار، بصفة شخصية.
بعد سبع سنوات…

طبعا!
Remerciements à http://www.drikimo.com/

Navigation des articles